أصبحت الحرية مطلباً للجميع ولغة الوقت الحاضر، والتي تحقق الانطلاق في هذه الحياة، والتغلب على الصعوبات والمشكلات التي تعترضنا، لأنّها تعطي مساحة كافية للإنسان بأن يتحرك فيها ويفعل ما يراه مناسباً، وإن بدت بحد ذاتها إشكالية يختلف عليها الكثيرون لكن يتفق الجميع على أنّها حق لا بدّ من تحقيقه، وقيمة كبيرة في مفهومها وجوهرها، بالإضافة إلى أنّها تستحق من الإنسان أن يضحي من أجلها.
أصبح تطبيق الحرية مرهوناً بعدد من الضوابط والحدود التي تختلف من فئة إلى أخرى، وبين مجتمع وآخر، ويكون ذلك الاختلاف بناءً على طبيعة هذه الفئات والمجتمعات، وحتى تحقق الحرية الهدف المطلوب لا بدّ من ممارستها ضمن هذه الحدود والضوابط التي سنعرفكم عليها في هذا المقال.
ضوابط الحريةتؤثر القيم الأخلاقية في ضبط مفهوم الحرية وتنظيم حدودها، وذلك من خلال وضع الأسس التي يجب أن تحتكم إليها أفعالنا وأقوالنا، ويعود الالتزام بهذه الأسس إلى حكم الضمير الذي يمارسه الإنسان على نفسه وفق إرادته الحرة.
العامل الدينييشتمل كلّ دين في شقه العملي على عدد من الأوامر والنواهي التي تضبط حرية الإنسان، بحيث يعود الالتزام بها إلى الإيمان بالثواب والعقاب، وماهية مصير الإنسان بعد الموت.
العامل الثقافيإنّ لكلّ مجتمع من المجتمعات ثقافته الخاصة التي تكون موجودة في وعيه العام، حيث يحدد هذا الوعي لأفراده أنماط السلوك الصحيح للجماعة والمتفق مع قيمها، بالإضافة إلى عاداتها، فتحدد حدود ممارسة الحريات في المجتمع بما ينسجم مع هذه الأنماط والقيم، فعلى سبيل المثال قد تكون المرأة حرة في مجتمع معين في قيادة السيارة، أو العمل، كما أنّه توضع قيود كثيرة على حريّة المرأة في بعض المجتمعات الأخرى، بحيث لا يُسمح لها بمزاولة هذه الأعمال والأنشطة.
المقالات المتعلقة بضوابط الحرية